سأروي لكم قصة
معتقل في محافظة الرقة .. هو أحد أحفاد هارون الرشيد الغيورين على وطنهم و
الحالمين بالحريّة ...
هو شاب جميل نبيل ,
ولِدَ في الرقة \1994\
ويدرس في جامعة
الثورة ..لو عرفته في صغره لقلت بأنه شخص ذو شأن حتماً .. في نظرته حزم ذكائه ..
حلمه اختلف عن أبناء جيله حلمه " أن يكون رئيس جمهورية"
عندما ثار الشعب
السوري بثورته المباركة العظيمة خرج أمير المظاهرات بكل ثبات في مظاهرة شبه
انتحارية مكوّنة من \13 شاب \كان هو أحدهم رغم تفاجئه بالعدد القليل إلا أنه أسقط
النظام في الشارع المقابل للمجمع الحكومي القديم و سمّي الشارع بشارع "إسقاط
النظام "
تمّيز أمير
المظاهرات بصوته العالي, وبهتافه الجميل , وبعد فترة تم اعتقاله للمرة الأولى تم
تعذيبه بالهراوت الكهربائية و الضرب المعتاد في السجون السورية و كان في فرع الأمن
الجنائي طوال \15 يوماً \في منفردة مظلمة باردة و فوقه مياه باردة خرج مرفوع الرأس
كعادته ...
عند خروجه قال له
والده : " شفت راح السبايكي "
أجابه: " بضاعة
مخلوفة بس حبيت هالحلاقة"
لم يتهاون أمير
المظاهرات فخرج بعد ثلاثة أيام بمظاهرة , واستيقظتُ من جديد على صوت هتافه الرائع
, واسقاطه للنظام و إعدامه لبشار..
وتم اعتقاله في
المرة الثانية بطريقة اختطاف وليس اعتقالاً فعندما اقتربت منه سيارة اللا أمن ركض
وهو يقول لنفسه " اركض .. اركض .. وراءك المنفردة "
تم اختطافه و قضى
فترة اعتقاله في الأمن الجنائي بمنفردة ضيقة راح يوسعها بأحلامه بالنصر و الحريّة
وهو يغني " يا ظلام السجن خيّم إننّا نهوى الظلام "فيزودنه ضرباً ,
ويزيدُ إصراراً و تم تحويله إلى فرعٍ آخر بعد إضرابه عن الطعام وتم تعذيبه بشدة وبإيلام
ووحشية أكبر فكان يقول في قلبه " اضربوا .. اضربوا خلوني بس اطلع راح أجننكم
"
خرج أمير المظاهرات
من المعتقل و قال له والده " شفت حلقولك شعرك مرة ثانية "
فأجاب الأمير :
" ها المرة الحلاقة غير شكل الحلاق كان أعلى رتبة بالفرع "
وكالعادة استيقظتُ
على صوت هتافه فلم يزيده الاعتقال إلّا إصراراً و ثباتاً هذا هو حال أبطال ثورتنا
و تم اعتقاله للمرة الثالثة و لكن بمشهد ملئ بالرعب و الوحشية فأمثال أمير
المظاهرات يرعبهم فهو صاحب الحقّ و رجال العتمة على الباطل
وتم ضربه على رأسه
فاعتقلوه غائباً عن الوعي
استيقظ في منفردة
باردة بثياب مليئة بدمائه الملتهبة بالثورة ....
فسأل أهله عنه
الشباب الأحرار الذين خرجوا من المعتقل عن حال أمير المظاهرات فأجابوهم بالحرف "
سبع و ما يخاف من أكبر رأس بالفرع , و هو بالمنفردة يغني و لولا أغانيه و صوته كان
طقينا "
فيا أمير المظاهرات
نتنظر خروجك من السجن بهتافات جديدة و بعزيمة أقوى ...
فلا غرفة التوقيف
باقية و لا زرد السلاسل ..
و خرج من الفرع و قد قضى أكثر من ثلاثين يوما في
منفردة مظلمة إلاان نور الحريّة يسطع من
وجههِ المفعم بالحريّة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق