الأحد، 17 يونيو 2012

لن أتاخر.. / مايكل العلي

مصطفى العبد النجم، رجل في العقد الرابع من العمر، يعمل خبازا ً في محل لصنع المعجنات متزوج وله سبعة أطفال تكبرهم هزار ذات الخمسة عشر ربيعا ً وتليها إيمان ثم نزار، مازن، مريم، خالد، وعلي هم أبناء أبو نزار.
في صباح يوم الجمعة 16-3-2012 توجه أبو نزار إلى عمله عند الساعة العاشرة والنصف – مع العلم أنه يعمل عند كمال البابنسي ابن عم الشهيد علي –قال لزوجته وهو يهم بالخروج بأنه لن يتأخر ( ساعة ويرجع ) على حد تعبير الرجل، لكن مالفت انتباه زوجته بأنه تفقد أبناءه فردا ً فردا ً قبل خروجه وابتسم لهم بطريقة غريبة، وقد أوصى ابنته الكبرى بعلي الصغير قائلا ً: لا حدا يضرب علي لأنو صغير.
لم يكن يدري أبو نزار ما الذي ينتظره في ذلك اليوم، وبحكم عمله وبعد منزله الكائن في حي من أحياء أطراف المحافظة لم يكن قد سمع بالاعتصام ليلا ً أمام منزل الشهيد علي البابنسي، فهو رجل كباقي الرجال –من البيت للشغل ومن الشغل للبيت – عندما وصل إلى منزل كمال قال له الجيران بأن ابن عمه قد توفي ( علي البابنسي ) فما كان من الرجل إلا أن هرع مسرعا ً إلى منزل البابنسي للقيام بواجب العزاء، ومنذ ذلك الوقت فُقد أبو نزار.
لم تسأل زوجته عنه كونه لا يملك هاتفا ً جوال واعتقدت بأن ربما يكون قد نام ليله لدى عائلته في تلك الليلة إلا أنها مالبثت أن اتصلت بأهله للسؤال عنه، فما كان من الأهل ألا ان عثرو عليه في براد المشفى الوطني مصابا ً بطلقة نارية دخلت من الرأس وخرجت من الحنجرة وربما العكس.
مصطفى العبد النجم "ابو نزار"
دفن أبو نزار في مقبرة حطين، كان رجلا ً طيب القلب مسالم حنون ولطيف ومحبوب جدا ً من قبل أهله وأصدقائه ألا انه لم تكن له صلات اجتماعية مع جيرانه الذين لازالوا حتى هذا اليوم يجهلونه، لم يشهد مشاركات عديدة في المظاهرات إلا أنه كان يتألم لحال أخوته السوريين كما انه كان يردد ( أنتو مو حاسين بالعالم الي تموت )
تقول زوجة الشهيد بعد ما يقارب الثلاثة أشهر والنصف على وفاته بأنها ستسمي مولودها ( مصطفى ) أن رزقها الله بصبي عله يكون كوالده.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق