الاثنين، 30 ديسمبر 2013

«ثوريٌ أنا» ترصد واقع النازحين في الرقــة


بلا كهرباء أو مياه أو خدمات طبية،مبادرة شبابية لاحتواء جزء من الأزمة


ثوريٌ أنا || محمّد خضر




أطلق ناشطون حملة لإغلاق المخيمات في المحافظة، وتهدف الحملة كما يقول القائمون عليها لإيواء النازحين في مخيمات العكيرشي والبارودة والمنصورة بريف الرقة، وذلك من خلال نقلهم إلى مدارس داخل مدينة الرقة يتم إصلاحها واعددها لاستقبال النازحين.
الحملة تشمل جمع مبالغ مالية نقدية أو مساعدات عينية من المتبرعين داخل المحافظة وحتى خارج سوريا، وأضاف الناشطون أن المشروع سيقام على مرحلتين الأولى تأهيل مدرستين وتزويدهما بكافة الوسائل الممكنة للعيش، والثانية تتمثل في نقل النازحين من المخيمات إليها.


مخيمات
بلغ عدد المخيمات في محافظة الرقة اثني عشر مخيماً، توزعت بين ريف المحافظة و ضواحي مدينة الرقة، وأكبرها مخيمات المنصورة والعكيرشي والدلحة.
يقيم في هذه المخيمات عدد كبير من النازحين من ريف الرقة الذين تعرضت منازلهم للدمار بسبب القصف المتكرر، أو ممن تقع قراهم بالقرب من مناطق الاشتباكات كالفرقة17 ومطار الطبقة واللواء93 بعين عيسى، أو من النازحين من السفيرة بريف حلب والسخنة بريف حمص. وتعاني هذه المخيمات من أوضاع إنسانية وصحية سيئة للغاية، حيث إنهم يعيشون في خيام، كما أن خدمات العديد من الجمعيات الاغاثية لا تغطي الحد الأدنى من متطلبات العيش، وبعضها يقدم المساعدات لمرة واحدة فقط.



بلا مأوى
منطقة «الحصيوة» في الناحية الشمالية الغربية من مدينة الرقة، ويقطنها عدد كبير من نازحي بلدتي السفيرة والسخنة . ويسكن فيها بعض النازحون في خيم مقدمة من «اليونيسيف» و»UNHCR» ولكنها غير كافية لمواجهة برد الشتاء القارص.
أبو عمر أحد النازحين من مدينة السخنة اتجه هارباً إلى الرقة للحصول على بعض الأمان ولكن لم يكن يتوقع حجم المصاعب التي كانت بانتظاره، يقول أبو عمر واصفاً ما يعانيه «أجار الغرفة الواحدة 14000 ل.س والكل يجلس فيها وزعت لنا البطانيات مرة واحدة وعددها قليل ولا يكفي الجميع كما أنها لا توفر وسيلة التدفئة المناسبة، الكهرباء لا تعمل فلجأنا إلى الحطب للتدفئة»، وطالب أبو عمر جميع الجهات بتوفير المزيد من المساعدات بسبب البرد والغلاء، حيث يؤكد انه تم توزيع السلال عليهم لمرة واحدة فقط.

لا تقتصر معاناة النازحين في هذه المنطقة على السلال الغذائية وانعدام التيار الكهربائي وقلة توفر المياه، بل تتعداها لتشمل الواقع الصحي والطبي، حيث يوجد مركز صحي واحد في المنطقة ولكن ساعات عمله لا تتجاوز الثلاث ساعات يومياً. حيث يقول أبو عمر «الوضع الصحي في المنطقة سيئ جدا وتكاليف العلاج في المشافي غالية جدا، هذا ما عدا عن بعد المسافة بيننا وبين المستشفى الوطني».ويعاني سكان المنطقة أيضاً من انتشار الأوساخ وسوء الصرف الصحي ما أدى لانتشار إمراض عديدة كالجرب واللشمانيا (حبة حلب).



عالعظم
بينما يقطن لاجئون آخرون في أبنية غير مكتملة البناء في منطقة سكن الضباط القريب من مقر الفرقة 17 شمالي مدينة الرقة، ويعانون من مأساة تتمثل بعدم وجود أبواب أو نوافذ فيعتمدون على قطع قماش تحجب الرؤية ولكن لا تقيهم البرد. وبالرغم من تعرض المنطقة للقصف أكثر من مرة، إلا أن النازحين لا يستطيعون الانتقال لمكان آخر بسبب حالتهم المادية السيئة، وارتفاع أسعار البيوت المخصصة للاجار في المدينة.
كما وتوزع السلال الغذائية مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وهي لا تكفي في الحالة الطبيعية عائلة عدد أفرادها عشرة أشخاص لمدة شهر واحد فقط، كما انه لا يتواجد مركز صحي أو مستوصف بالقرب من مكان تواجدهم، والمستشفى الوطني يبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى ذلك يعانون من انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة لمدة وصلت إلى خمسة أيام متواصلة، واضطرارهم للشرب من مياه السواقي نتيجة انقطاع المياه.



لازالو في المدارس
نازحون آخرون اختاروا من المدارس مسكنناً لهم، لكنهم وبالرغم من قدومهم منذ أكثر من سنة ونصف إلا أن معاناتهم مستمرة، فالوضع الصحي سيئ للغاية بسبب انتشار الإمراض في هذه الفترة من العام نتيجة البرد القارص وسرعة انتشارها بين الأطفال. 
أم محمد لاجئة من دير الزور تصف الحالة المأساوية التي تعيشها عائلتها، حيث يتخذون من غرفة لا تتجاوز السبعة أمتار مسكنناً لكل العائلة، وهي غرفة النوم والأكل والشرب والاستحمام أحياناً، بسبب المشاكل التي تعانيها الحمامات (الفايت فايت والطالع طالع) كما تقول أم محمد.
وتضيف أم محمد أن الصفوف غير معدة للسكن فهي في اغلبها شبابيك مفتوحة ومعظمها قد تضرر نتيجة القصف المتكرر على المدينة، وأنه في ظل انقطاع الكهرباء المستمر لم يعد بمقدورهم سوى إشعال بعض قطع الحطب التي لا تكفيهم للتدفئة سوى ساعات قليلة، إضافة لعدم وجود بطانيات تقيهم قسوة هذا الشتاء.
هذا ويلاحظ انتشار العديد من حالات الإعاقة والأمراض المزمنة في صفوف النازحين التي من الصعب توفر بعض أدويتها بسبب غلائها أولا وبسبب ندرة وجودها في السوق مع أنها ضرورية لكل الحالات.

الخميس، 26 ديسمبر 2013


الرقة تكتسي باللون الأبيض
الثلوج تتساقط بكثافة على المحافظة في حدث نادر 


ضربت العاصفة الثلجية «الكسا» منطقة شرق وجنوب شرق حوض البحر الأبيض المتوسط في العاشر من كانون الأول الحالي.
وكان للرقة نصيب من هذه العاصفة الثلجية، حيث هطلت الثلوجبكثافة على عموم المحافظة بدءاً من تل أبيض في أقصى الشمال والطبقة في الغرب ومعدان في الشرق.
مدينة الرقة بدوها اكتست بحلة بيضاء ليوم واحد فقط، فقد بدأ الثلوج بالتساقط على المدينة منذ الساعة الخامسة تقريباً من فجر يوم الأربعاء الحادي عشر من كانون الأول واستمرت حتى الساعة الرابعة عصراً من ذات اليوم.
وبفعل الثلوج تغيرت معالم المدينة، فقد اكتسى دوار النعيم ودوار الساعة ودوار الدلة باللون الأبيض، وذات الأمر بالنسبة لحديقة الرشيد وباقي حدائق المدينة.
واشارات منظمات الارصاد الجوية العالمية إلى عاصفة أخرى ستشهدها المنطقة في الثالث والعشرين من الشهر ذاته.
ويذكر ان آخر مرة تساقط فيها الثلوج على الرقة كانت أواخر شهر كانون الأول من العام 2009.






الأحد، 22 ديسمبر 2013

مصطلحات سياسية || القوة الناعمة

تعني القوة الناعمة أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره، وغالبا مايطلق هذا المصطلح على وسائل الإعلام الموجهة أو مايسمى ب الإعلام الموجة لخدمة فكر ما ، وتعتبر القوة الناعمة من أفضلالأسلحة السياسية العسكرية إذ أنك تستيطع السيطرة على الآخرين وأن تجعلهم يتضامنوا معك دون أن تفقد قدراتك العسكرية.

كان أول من ابتكره جوزيف ناي مساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس بل كلينتون، وتحدث عنها بكتابه (القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية)
بحسب الكاتب فإن القوة الناعمة سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإرغام أو دفع الأموال، وموارد القوة الناعمة لأي بلد هي ثقافته إذا كانت تتمتع بالقدر الأدنى من الجاذبية وقيمه السياسية عندما يطبقها بإخلاص داخليا وخارجيا إضافة إلى السياسة الخارجية. يؤكد جوزيف ناي أن القوة الناعمة لا يمكن اختزالها في الثقافة فقط، ويضرب مجموعة من الأمثلة على ذلك منها: أن الكوكاكولا وشطائر ماكدونالد الكبيرة لن تجتذب بالضرورة الناس في العالم الإسلامي حتى يحبوا أمريكا، كما أن دكتاتور كوريا الشمالية السابق كيم جونغ ايل يحب البيتزا وأشرطة الفيديو الأمريكية ومع ذلك لم تثنه هذه الأمور عن الاستمرار في طموحه النووي، والأجبان والمشروبات الفرنسية الممتازة لا تضمن الانجذاب إلى فرنسا، ولا تضمن ألعاب البوكيمون لليابان النتائج السياسية التي تتمناها.
ويضيف الكاتب أن مصدر قوة أمريكا ليس هو الجيش فقط وإنما مجموعة من الدواعم لهذه القوة فعلى سبيل المثال تجتذب الولايات المتحدة أكبر نسبة للمهاجرين، والطلبة الدارسون منهم سيحملون الكثير من القيم والمبادئ الأمريكية، ويمكن أن يكونوا سفراء للثقافة الأمريكية ويحتلون في دولهم مراكز القرار، كما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في الفوز بجوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء والاقتصاد، ومبيعاتها من المؤلفات الموسيقية تشكل الضعف مقارنة مع اليابان التي تحتل المرتبة الثانية، وتعتبر أمريكا أكبر مصدر للأفلام والبرامج التلفزيونية في العالم، رغم أن بوليوود الهندية تنتج أفلاما أكثر منها في كل عام.

يؤكد الكاتب أن بعض الدول الصغيرة أصبحت ذات تأثير كبير ومنها قطر التي تعتبر الجزيرة حسب الكاتب مصدر قوتها الناعمة، حيث عرضت القناة خلال الحرب الأمريكية ضد العراق صورا لضحايا مدنيين استفزت مشاعر الناس وأصبح الكثير منهم متعاطفا مع القاعدة التي ارتفعت شعبيتها في بعض الدول مثل أندونيسيا والأدرن.

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

                    تشرين الثاني و كانون الأول الأكثر دموية

4 مجازر خلال 30 يوماً 


شهدت محافظة الرقة أربع مجازر خلال الثلاثين يوماً الماضية، كما بلغ عدد الشهداء 40 شهيداً خلال الفترة بين الخامس عشر من تشرين الثاني و الخامس عشر من كانون الأول للعام ألفين وثلاثة عشر.

أول المجازر كانت في حي الرميلة بمدينة الرقة يوم الثالث والعشرين من تشرين الثاني بقصف براجمات الصواريخ على الحي، ما أدى إلى استشهاد 6 أشخاص وهم (عبد الحميد الحمود- محمد عروب- علاء ياسر الخليل- عبدو أحمد كسرة- ياسر الخليل وحسين الحمود).

فيما كانت الثانية بعد يوم واحد فقط أي في الرابع والعشرين من تشرين الثاني في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي، حيث استشهد 6 أطفال في قصف مدفعي من مطار الطبقة العسكري استهدفهم أثناء عودتهم من المدرسة وهم (عبد الرحمن الشواخ - مريم وأماني وتهاني الزكور- محمد مسعود الدويشر وشقيقه).

بينما كانت الثالثة يوم الثامن والعشرين من ذات الشهر، اثر سقوط صاروخ أرض-أرض يعتقد أنه من طراز سكود على منطقة سوق الهال القديم في شارع 23 شباط وسط المدينة، أدى لاستشهاد 6 أشخاص أيضاً وهم (إبراهيم حوراني- إبراهيم الجعبر- هند العلي- محسن علوان العلي- محمود القط- زوجة حمود الطراد).



أما الرابعة فكانت جراء سلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات النظام الحربيّة على عدة مناطق من المدينة يوم السابع من الشهر الجاري، كان أعنفها تلك التي استهدفت منطقة حديقة البجعة- مطعم أبو حيون، حيث بلغ عدد الشهداء 14 شهيداً منهم من استشهد فوراً ومنهم من نقل للعلاج في الخارج واستشهد متأثراً بجراحه.
والشهداء هم (محمد تركي الشمطي- مصعب الحمادي- محمد علي الحسن- اسماعيل الضبة- أمينة حاج حمدو- فاطمة الجمعة الفواز- عمار عبد الفتاح الضبة وولده خالد- زهرة الحاج محمود- أمينة الحسين- فراس طه- عبدو الحسن- مجد محمود الشويمي- عناد النعسان)

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

افتتاحية العدد 38+39

خلال الايام السالفة، مرت العاصفة الروسية الكريهة والمميتة برداً، تلقاها الرقاويون كما غيرهم من السوريين ببعض البهجة، ولكن لماذا؟؟ لأنه وفي ذلك اليوم بالذات لم تكن هناك ولا غارة للطيران الحربي ولا المروحي، وكذلك كان وقف إطلاق نارِ شبه تام. 
إلا انه لم يكن بلا شهداء، قضوا بسبب البرد الشديد، وندرة مواد التدفئة من الحطب إلى المازوت والكهرباء. في سوريا هكذا. وكذلك في مخيمات اللجوء، تركيا ولبنان والأردن، أطفالنا ونساؤنا يموتون برداً، والله وحده من يعلم الحال
أما مخيمات النزوح في ريف الرقة فقد بدأ العمل على إزالتها، ورفض فكرة وجودها مادامت الرقة قادرة على أن تقوم بواجبها تجاه أبناء جلدتها السوريين، فناشطو الرقة أطلقوا حملة لنقل النازحين إلى المدارس وعدم تركهم في العراء تحت خيمة لا تقيهم برد الشتاء القارس هذا.
في مثل هذه العاصفة القاتلة، يحق لنا أن نتذكر أيضا مخطوفينا الرقاويين والسوريين، من عبدالله الخليل وفراس وإبراهيم وأبو حازم وغيرهم الكثير الكثير ممن لا نعرفهم ربما، وصولا إلى رزان وسميرة ووائل وناظم، الذين كان كل همهم أن يتدفأ النازحون وأن يأكل الجوعى.
لكم الحرية أيها الأبطال والخزي والعار لهذه العاصفة.


هيئة التحرير