الأحد، 8 ديسمبر 2013

افتتاحية العدد 36+37

في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 قام حافظ الأسد بانقلابه المسمى «الحركة التصحيحية» التي دائما ما يصفونها بـ»المجيدة» ، تلك الحركة التي كانت «بيضاء» كما لقنونا لأعوام،  ملأت معارضيها السجون، وقضى أغلبهم حكما مؤبداً ناهز الثلاثين عاماً،  خرجوا منها إلى المستشفيات والمقابر فقط.


بعد 43 عاماً تحل ذكرى حافظ الأسد وانقلابه «الأبيض» ولكن بـ:
-  سجون متلاصقة مملوءة بأصناف التعذيب وآلاف المعتقلين.
-  آلاف الشهداء جراء الأعمال الحربية، أو الاعتقال التعسفية أو الاختطافات المجانية.
-  ملايين اللاجئين خارج حدود سورية.
-  ملايين النازحين عن مناطقهم إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أمناً داخل حدود «الوطن».

استمر على مدار الأعوام الثلاثة والأربعين استبعاد الرأي الآخر، واعتبار أي رأي مخالف مجرماً ومعادياً للثورة. استمرت محاكمات أمن الدولة ومن بعدها محاكمات الإرهاب.
لم يتغير الكثير، عن ذلك العهد، ما تغير هو أن النشطاء مارسوا نشاطهم بعلنية أكثر، ما جعلهم عرضة للخطر بشكل أكبر، من أزلام النظام وخلاياه النائمة والفائقة.

في العام 2013 ذلك العام الذي خلت فيه الرقة تقريباً من نشطائها السلميين، بعد أشهر على «تحريرها» فنجد بيتا للنشطاء الرقاويين في عينتاب وآخر في أورفا، وبعضهم في اسطنبول.
في العام 2013 يقوم فصيل كردي بمصادرة قرار الشعب الكردي كله، بأحزابه وتنظيماته، ويرتبط بذلك حتما اعتقال نشطاء سريان من قبل النظام لهم علاقة وثيقة بالسريان في الجزيرة التي يدعي «ب ي د» انه يمثلها، النظام يعتقل النشطاء السريان الوطنيين في حلب والقامشلي، ويترك ذلك الحزب يقوم بإعلان إدارة مدنية للمناطق «الكردية» بما فيها السريان والشيشان والعرب والكرد وغيرهم.

هنا تعلن الرقة أنها ضد الإقصاء أي إقصاء سواء لاثنية أو دين أو مذهب، وتعلن أنها سورية بامتياز، وستظل على تلك الخارطة ما بقيت السموات والأرض.
الثورة مستمرة
والحرية للسوريين كل السوريين.



معاذ الهويدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق