الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

كذبهم المكشوف وإصرارنا المعروف - ثائر العربي

كنت راكبا ً في ذلك الباص حين أوقفنا الحاجز الذي يترأسه الغبي (أبو جاسم) فحاول السخرية مني أمام الصبايا اللواتي كن ّ في الباص ولا أعرفهن أصلا ً، كأنه لا يدري أو يتجاهل أنه إنسان مقزز سواء في عيون النساء أو في عيون الرجال والذي يفهم الحياة والناس جيدا ً، يدري حينما تتقزز منك صبية فهذا يدل على نقص الرجولة فيك أو على الأقل يسبب  لك شعورا ً بأنك ناقص الرجولة، وبغض النظر عن السبب.
المهم، قال متفاخرا ً بغبائه أمامهن وساخرا ًمني: أتظن أننا نجهل أنك الأعمى الذي حاول استهداف التمثال ليلة الأربعاء 15-1-2013 ثم ترك سلاحه وفر هاربا ًمن جنودنا البواسل ؟
فأجبته: لو كان لدي سلاح لما تركته حتى ولو كان الموت نصيبي، أليس هذا ما تعلمون لجنودكم البواسل ؟ موتوا ولا تتركوا للعدو سلاحكم ، ثم أنني -كما تعلم - لا اهرب من وجه قدري مهما كان ؟! وفي الواقع أنت تدرك جيدا ً أنني لست أنا من استهدف التمثال، لأنكم كالعادة من يمثل هذه المسرحيات الكوميديا وثق تماما ً، لو كنت أنا من استهدف التمثال لما برحت مكاني حتى أسقطته أجزاء ً مبعثرة تشبه بعثرة جنودكم حين فروا من مكان الانفجار كما روى شهود عيان.
تقهقه بتصنع واضح وقال لي بلهجة ساخرة ، نعلم انك جندي في الجيش الحر فلا تتذاكى علينا.
فقلت له بجدية ساخرة: معاذ الله أن أتذاكى على عباقرة مثلكم سيدي، لكن التعذيب الوحشي الذي عذبتني إياه بنفسك طوال ثلاثة أشهر قد حرم علي أن اغفر لك كما حرم الله الزنا على عباده المؤمنين، فإن كنت كما تقول -جنديا ً في الجيش الحر- اسمح لي أن أسألك: لماذا لا تزال أنت على قيد الحياة ؟؟؟؟
عندها ابتسم والحنق والغضب بل والذل يلون عينيه بالخيبة، وقال للسائق: أكمل طريقك، ولو كان اعتقلني بسبب هذه المحادثة لأصبح سخرية الناس، إضافة إلى المرمغة الحالية لهيبته نحو مستنقع من السخرية ستستمر إلى أن يلقى حتفه القريب الذي سيكون على يد أحد إخوتنا الثوار إن لم يكن بيدي.

- أبو جاسم (مساعد في الأمن العسكري)، قُتٍل في 8-3-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق