الأحد، 17 يونيو 2012

افتتاحية العدد 3

يتلوى الفرات، ويسيل دما، يهدر الفرات، ويهدد عرش الطاغية..
في كل يوم تنادي دير الزور شقيقاتها في مياه النهر العظيم، ولكنها لا تسمع سوى أنات الجرحى وتعالي اصوات الثكالى والأيتام، دير الزور التي تنزف الان، والتي تُدك بالمدافع، انتصرت لكرامة سورية، كرامة مدننا وقرانا التي تحولت الى أثر -ربما- بعد عين.
الجيش الحر يدافع ببسالة عن اخواتنا هناك، شأنه شأن رفاق سلاحه في كل اصقاع سورية، الجيش الحر ينتمي للشعب وينحاز له، ويرفض اطاعة اوامر "المتآمرين" على الشعب السوري وعلى حريته التي ينشدها منذ أكثر من 14 شهرا.
عدد قليل، وعدة ربما أقل ولكن الفارق الأكثر مضاءا وفاعلية بين الجيش الحر والمتظاهرين من جهة، وبين عصابات الامن والشبيحة وقادة وافراد جيش النظام، هي في الروح المعنوية العالية والهدف السامي الذي يدفع الأول لبذل حياته في سبيل حماية اخواته وامهاته واموال مواطنيه، بينما يغتصب الثاني الاعراض ويرتكب المجازر وينهب البيوت والاموال. دافع الاول في الصمود والثبات أكبر، ودوافع الثاني للهرب والهزيمة أكبر.
بابا عمرو: الحي الحمصي المقاوم، احتاجت قوات النظام بكل عتادها لقصفه 28 يوما لـ"تطهيره" من ساكنيه "الحماصنة" وليظهر رأس النظام يتمشى مختالا في انتصاره على احد احياء الثورة، لم تكن مقاومته ومقاومة الجيش الحر فيه الا مثالا على صلابة وعزيمة جنود الجيش السوري الحر.
الجيش السوري الحر، احد علامات سلمية الثورة، فلولاه لكان التسلح العشوائي وتكوين الميليشيات امرا واقعا الان في ظل الحاجة المتزايدة للدفاع عن النفس والعرض والمال.
ثمة جناح اخر لسلمية الثورة، وهو تجار سورية الذين تضامنوا في حلب مع ريفهم الحلبي، وهددوا النظام في قلب دمشق التجاري، عبر اعلانهم اضرابا شل حركة عاصمتي سورية الاقصاديتين دمشق وحلب.

أما الثابت السلمي من اول ايام الثورة فهو التظاهرات المستمرة، سلمية سلمية سلمية.


هيئة التحرير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق