الرقة .. اعتقالات وانتهاكات ومظاهرات
لا يمكن النظر الى التجمعات الامنية الكثيفة، وتقطيع
طرقات البلد وشوارعها، بعيدا عن سياسة الارهاب التي يتبعها نظام الاسد ، كما لا
يمكن فهمها الا ضمن سياسة الخوف الحقيقي من تجمع الثوار في مكان واحد وخروجهم
بمظاهرة كبيرة، والتي هي تعبير سلمي راق وحضاري اثبته متظاهرونا على مدى ايام
ثورتنا كلها.
فـ"المسلحون " على حد تعبير النظام، لا توقفهم
حواجز الجيش ولا التجمعات الامنية، ونراهم يضربون بلا توهم اهدافهم بوضوح. بينما
المتظاهر يخرج ليهتف ويعبر عن سخطه على نظام مغتصب، ويعود الى بيته ان حالفه حظ
النجاة من الاعتقال على يد قوات الامن، او الشبيحة.
وهو عندما يهرب من بين ايديهم لانه يعي بالضبط ماذا
يريدون منه حال الاعتقال: (الاهانة، كسر الشوكة، او ان كان يعمل في التنسيقيات).
ويتفنن الجلادون بالعزف على جسد المعتقل، ومحاولة وهن
نفسيته، بينما هو واع تماما للحالة التي يريدونه ان يصل اليها، فلا الكهرباء، ولا
الايهام بالغرق، او الايهام بالاعدام، بقادرة على ان توهن نفسيته، او ان تؤدي الى
تراجعه عن اداء دوره في ثورة السوريين من اجل الكرامة والعدل والحرية.
صادفت كثيرين ممن تعرضوا للضرب والتنكيل والشتائم بمختلف
تصنيفاتها، ولديهم جميعا شيء واحد مشترك، "اعتقلوني كي لا اخرج مظاهرات، اذاً
سأخرج بمظاهرات فور شفاء جراحي"
نعم انهم ابطالنا، فلنحيي معتقلينا جميعا،
فهم عنوان صمودنا وانتصارنا.
هيئة التحرير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق