" مين سمير ؟؟؟
"
جملة لطالما كان
علي يرددها .. ربما لأنه كان معجبا ً بشخصية أبو ليلى في مسلسل أبو جانتي وربما
لأ ، ولكن أصدقائه كانوا يلقبونه بأبو
حسين و أبو الفدى و أبو صدام و أبو بابنسي والذي كان يفضله شخصيا ً ، سمه ما شئت
بالنهاية هو علي البابنسي ، أول شهيد مدني في الرقة .
كان علي القشة التي قصمت ظهر البعير ، الرقة كانت على
بركان خامد ، علي وحدة استطاع أن يجمع ما
يقارب ال300 ألف شخص في شارع واحد ، لم يرى علي الجموع التي خرجت في تشييعه ،
ولكنني أكاد اجزم انه كان فرحا ًفي نعشه و الشباب يحملونه و يهتفون له "
بالروح بالدم نفديك يا شهيد " .
أبصر علي
البابنسي النور في يوم الثلاثاء السابع
والعشرين من شهر حزيران لعام خمسة و تسعين و تسعمائة و ألف ، لطيف ٌ ،
محبوب ٌ ، مرح ٌ ، غير مبالي أبدا ٌ ، تلك كانت هي صفات الشاب الذي كُتبت
له الشهادة بإذن الله ، درس في مدارس علي دهام و الفتاة العربية و دار السلام في
الابتدائية و الإعدادية ، ومن ثم التحق بالثانوية التجارية .
غرفته مطلة على
المجمع الحكومي .. يستيقظ صباحا ً يفتح النافذة و إذ بصورة بشار الأسد والتي تعلو
بناء المجمع مقابلة له .. مما ولد عنده رغبة في إزالتها بأي شكل من الأشكال ...
وكأنه يعرف انه شهيد ... ففي تمام الساعة الخامسة و النصف من يوم الخامس
عشر من آذار لعام 2012 الذكرى الأولى للثورة عاد علي للبيت ، اغتسل ، لبس ثياب
العيد ، قال " الله يأخذ هالشباب ، جبّنوا من رصاصتين .. ما عاد اطلع مظاهرات
"، وخرج ، توجه نحو حديقة الرشيد ثم عاد سريعا ً للبيت ، لم يكن يحمل سكينا ً ولا مسدسا ً
كان مسلحا ً بالأمل ، و بالإيمان
أن الثورة سوف تنتصر وان الله لن ينسى الشعب السوري ، هاتفه النقال و 150 ليرة هذا
كل ما كان يحمل ، وقف أمام الباب ولم يدخل ، رآه الجميع ربما كان يريد أن يرى
منزله آخر مرة ، عاد أدراجه نحو حديقة الرشيد و منها إلى الكنيسة حيث نال ما كان
يتمنى ، رصاصة أطلقها أحد " مسلحي
" قوات الأمن استقرت أسفل القفص الصدري ، نقل إلى المستشفى على عجل ، حاول
الأطباء إنقاذه ولكن دون جدوى وكان يردد " أريد الشهادة ، أريد الشهادة "
، عندها قرر والده اصطحابه إلى المنزل ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك ، قرأ آية لم
يفهمها أحد ممن كانوا حوله و ردد " أشهد ألا اله إلا الله وأن محمدا ً رسول الله " خمس مرات .
قال علي ذات مرة ( الجنة بالذل لا أتمناها ...... وجهنم بالعز أتمناها )
وقال أيضا ً : ( نحن أهل الرقة
ما نهاب الموت )
أرقد في سلام يا
علي ، فأنت منارة للأجيال القادمة ، أنت من كتبت بدمك تاريخ الرقة و تاريخ سوريا ،
أنت مثال للشاب الذي ضحى بنفسه من أجل إعلاء المبادئ التي يؤمن بها ، أنت قدوة لنا .. انتم السابقون و نحن
اللاحقون .
ولكن لن نلقاك في الحياة الأخرى
،في الجنة بإذن الله ، إلا و أخبرناك أن
دمك لم يذهب هباء .. وان قاتلك تم الاقتصاص منه .
و السؤال الذي يطرح نفسه الآن ... لماذا قـُـتل علي ..
و مين سمير ؟؟؟؟
*مايكل العلي
*مايكل العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق