إن القهر والعبودية
التي تأكل الناس كوحش لا يشبع أبدا ً، هي التي دفعت النخبة إلى التحذير من السجون
و التبشير بالحرية ، وذلك من خلال نصوص و أعمال قادرة على خلق إنسان قادر على
التحدي والمقاومة ، هذا هو دورهم الطبيعي والمفترض الذي يطالبهم التاريخ والناس به،
ومنهم الشعراء .
أما أنت يا من
لازلت هائما ً في طيات القواميس باحثا ً عن مفردات منمقة لقصائدك التي لا تحتوي
كلمات مثل ( شعب – كرامة – عدالة – انتماء – حرية ... الخ ) ، هل نسيت أن قرّاءك
هم الناس وليسوا أصحاب المناصب الرفيعة ، قمْ كيف تستطيع ألاّ تبكي وموسيقاك
الليلية و النهارية هي صوت ألم الناس ، ماذا ستقول للتاريخ حين يسألك : لمن كان
انحيازك للظالم أم للمظلوم ؟
ماذا ستقول للدماء
التي نزفت من اجل أن تأخذ حقك في حرية التعبير والكتابة .
لم تعد المسألة
الآن أن تكون مع النظام أو ضده ، لكنها أصبحت وبكل موضوعية أم تكون مع القتل
والسلب و القمع والاستبداد و العبودية والديكتاتورية و الظلم والطغيان أو أن تكون
مع الحرية والعدالة و المساواة والكرامة وإنسانية الإنسان ، فرأس مال الشاعر هو
انتماؤه لشعبه ، فإذا فقده أفقده الجمهور صفة شاعر ويصبح أكثر شراكة للقاتل في
القتل .
هذه الروح التي لم
تستشعر أنين المعذبين لن تفهم معنى الحياة أبداً ، وهذه اليد التي تصفق للمجرمين
لن تعرف كيف تمسك القلم لتكتب شيئا ً يستحق القراءة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق