الاثنين، 28 مايو 2012

إلى كل من لا يستحقون أن يكونوا / العربي


إن القهر والعبودية التي تأكل الناس كوحش لا يشبع أبدا ً، هي التي دفعت النخبة إلى التحذير من السجون و التبشير بالحرية ، وذلك من خلال نصوص و أعمال قادرة على خلق إنسان قادر على التحدي والمقاومة ، هذا هو دورهم الطبيعي والمفترض الذي يطالبهم التاريخ  والناس به،  ومنهم الشعراء .
أما أنت يا من لازلت هائما ً في طيات القواميس باحثا ً عن مفردات منمقة لقصائدك التي لا تحتوي كلمات مثل ( شعب – كرامة – عدالة – انتماء – حرية ... الخ ) ، هل نسيت أن قرّاءك هم الناس وليسوا أصحاب المناصب الرفيعة ، قمْ كيف تستطيع ألاّ تبكي وموسيقاك الليلية و النهارية هي صوت ألم الناس ، ماذا ستقول للتاريخ حين يسألك : لمن كان انحيازك للظالم أم للمظلوم ؟
ماذا ستقول للدماء التي نزفت من اجل أن تأخذ حقك في حرية التعبير والكتابة .
لم تعد المسألة الآن أن تكون مع النظام أو ضده ، لكنها أصبحت وبكل موضوعية أم تكون مع القتل والسلب و القمع والاستبداد و العبودية والديكتاتورية و الظلم والطغيان أو أن تكون مع الحرية والعدالة و المساواة والكرامة وإنسانية الإنسان ، فرأس مال الشاعر هو انتماؤه لشعبه ، فإذا فقده أفقده الجمهور صفة شاعر ويصبح أكثر شراكة للقاتل في القتل .

هذه الروح التي لم تستشعر أنين المعذبين لن تفهم معنى الحياة أبداً ، وهذه اليد التي تصفق للمجرمين لن تعرف كيف تمسك القلم لتكتب شيئا ً يستحق القراءة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق