حوار في الوقت
الضائع
أحمد مولود الطيار
جدل يشتد ويحتدم بين مؤيد وآخر للثورة السورية حول كفاح
لاعنفي أو استخدام السلاح لاسقاط نظام فاق في اجرامه حدود التوصيف.
هل هو نقاش في الوقت الضائع ؟ يبدو ذلك.
في نقد الفريقين، ربما القول أن كليهما أمين ومخلص
بالمعنى الايديولوجي لمنطلقاته ولو سُميت الأشياء بأسمائها وأُجري فرز تقريبي حول
مم يتكون الطرفان لاكتشفنا أن المقابلة تتم بين علمانيين واسلاميين، تختلط الحدود
أحيانا وتتداخل حيث يوجد في الفريق الواحد كلا التيارين.
معضلة الطرفين هوامش الكتب وليس متن الواقع، العلماني
مخلص لما قرأه حول نظريات "الكفاح باللاعنف" ويريد أن يطبق غاندي
ونضالات السود في جنوب أفريقيا وأمريكا، أما معضلة اسلاميين -بدون أل التعريف- فهي
اجترار مقولات الجهاد ومفردات من مثل كفار ومجوس وما شابه بآلية ميكانيكية غريبة
عجيبة.
الواقع السوري وفي ظل نظام لا يشبه في وحشيته حتى
الاحتلال الاسرائيلي في تعامله مع
الفلسطينين يحتاج الى مزيج من كفاح لاعنفي بأدوات أكثر تطورا، كذلك هو بحاجة الى
بندقية تحمي صدر المتظاهر العاري، الذي ظل عاريا أكثر من ستة أشهر يتلقى رصاص
النظام وشبيحته. هذا هو واقع الثورة السورية الآن وعلى الأرض وأي نقاش خارج ذلك
المتن هو تبديد للجهد ورفع لجدران واطالة في عمر النظام وسجال افتراضي لاطائل
منه
ولا سياسة فيه.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق